سؤالين ارجوالرد عليه بارك الله فيكم
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال
هل نمـل سليـمان المـذكور في سـورة النمـل هـو نفسـه النمـل الحـالي ؟
والسؤال الثاني
جاء في تفسير الطبري
للآية 8 من سورة الممتحنة
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ.
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين } مِنْ أَهْل مَكَّة { وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } يَقُول : وَتَعْدِلُوا فِيهِمْ بِإِحْسَانِكُمْ إِلَيْهِمْ , وَبِرّكُمْ بِهِمْ . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الَّذِينَ عُنُوا بِهَذِهِ الْآيَة , فَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَ بِهَا : الَّذِينَ كَانُوا آمَنُوا بِمَكَّة وَلَمْ يُهَاجِرُوا , فَأَذِنَ اللَّه لِلْمُؤْمِنِينَ بِبِرِّهِمْ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 26305 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين } أَنْ تَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ , { تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } ; قَالَ : وَهُمْ الَّذِينَ آمَنُوا بِمَكَّة وَلَمْ يُهَاجِرُوا . وَقَالَ آخَرُونَ : عُنِيَ بِهَا مِنْ غَيْر أَهْل مَكَّة مَنْ لَمْ يُهَاجِر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 36306 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأَنْمَاطِيّ , قَالَ : ثَنَا هَارُون بْن مَعْرُوف , قَالَ : ثَنَا بِشْر بْن السُّرِّيّ , قَالَ : ثَنَا مُصْعَب بْن ثَابِت , عَنْ عَمّه عَامِر بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : نَزَلَتْ فِي أَسْمَاء بِنْت أَبِي بَكْر , وَكَانَتْ لَهَا أُمّ فِي الْجَاهِلِيَّة يُقَال لَهَا قُتَيْلَة اِبْنَة عَبْد الْعُزَّى , فَأَتَتْهَا بِهَدَايَا وَصِنَاب وَأَقِط وَسَمْن , فَقَالَتْ : لَا اِقْبَلْ لَك هَدِيَّة , وَلَا تَدْخُلِي عَلَيَّ حَتَّى يَأْذَن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَنْزَلَ اللَّه { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين } . .. إِلَى قَوْله : { الْمُقْسِطِينَ } . * - قَالَ ثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحَجَّاج , قَالَ : ثَنَا عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك , قَالَ : ثَنَا مُصْعَب بْن ثَابِت , عَنْ عَامِر بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : قَدِمَتْ قُتَيْلَة بِنْت عَبْد الْعُزَّى بْن سَعْد مِنْ بَنِي مَالِك بْن حِسْل عَلَى اِبْنَتهَا أَسْمَاء بِنْت أَبِي بَكْر , فَذَكَرَ نَحْوه . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عُنِيَ بِهَا مِنْ مُشْرِكِي مَكَّة مَنْ لَمْ يُقَاتِل الْمُؤْمِنِينَ , وَلَمْ يُخْرِجُوهُمْ مِنْ دِيَارهمْ ; قَالَ : وَنَسَخَ اللَّه ذَلِكَ بَعْد بِالْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 26307 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : وَسَأَلْته عَنْ قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه } . .. الْآيَة , فَقَالَ : هَذَا قَدْ نُسِخَ , نَسَخَهُ الْقِتَال , أُمِرُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ , وَيُجَاهِدُوهُمْ بِهَا , يَضْرِبُونَهُمْ , وَضَرَبَ اللَّه لَهُمْ أَجَل أَرْبَعَة أَشْهُر , إِمَّا الْمُذَابَحَة , وَإِمَّا الْإِسْلَام . 26308 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه } . .. الْآيَة , قَالَ : نَسَخَتْهَا { اُقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ }.
مامدى صحة هذا التفسير
وهل يعني ذلك بان الايه { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين }
منسوخه وغير صالحه للتطبيق في هذا العصر
اروجوا تفصيل لهذا الموضوع وجزاكم الله خير الجزاء
ألجواب-------
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا بالنسبة للسؤال الاول :
يقول الله سبحانه وتعالى( وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم)
ويقول عز وجل( وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين)
فلا يوجد في التفاسير وأقوال المفسرين وأهل العلم مايدل على انه نمل مختلف عن النمل الموجود حالياً. بل هو والله اعلم من فصائل وانواع النمل ولا عجب في هذا لما ورد في الآيات الكريمات السابقة.
اما بالنسبة للسؤال الثاني:
يجب التفرقة بين الحكم العام والحكم الخاص
فقوله تعالى ( واقتلوا المشركين) عام أريد به الخصوص بمعنى انه عام للمشركين المقاتلين اخرج منه مخصوص وهم المعاهدين لقوله تعالى ( الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا) فهنا المعاهد خرج بالنص الخاص وهو الاستثناء.
وهذا الحكم في المشركين الأصليين اما بالنسبة لمشركي أهل الكتاب يقول الله عز وجل(
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)
فهنا ورد الاستثناء المشروط.
اما في قوله تعالى(:{واقْتُلُوهُم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم, وأخْرِجُوهُم مِنْ حَيْثُ أخْرَجوكم .. }
في هذه الآية لابد أن نعرف في البداية السياق الذي وردت فيه, لمعرفة ما ورد قبلها وبعدها من أحكام. لابد هنا أن يتساءل السامع مثلاً: من الآمر بالقتل؟ ومن المأمور به, المخاطب من قِبَل القرآن (أي لمن ترجع واو الجمع المفعول)؟. ثم من أولئك الذين أمر بقتلهم ، أي إلى من يرجع ضمير الجمع الغائب (هم)؟ ثم لابد من معرفة الآية, هل هي مطلقة دون تقييد؟ أو عامة دون تخصيص؟ أو مجملة دون تفصيل؟ ثم هل هي ناسخة لآيات أخرى, وما هي تلك الآيات؟ أو هي منسوخة في حد ذاتها؟
بديهي أن الآمر هو الله سبحانه, والمخاطبين هم صحابة رسول الله في عهد النبوة (تحديدا في عام الحديبية). أما ضمير (هم) ـ أي المأمورين بقتلهم ـ فيرجع إلى الكفار المشركين الذين قاتلوا المؤمنين، بصدد تفسيرها وبادئوهم, والدليل على هذا أن الآية التي نحن بصدد تفسيرها معطوفة بواو العطف على الآية التي قبلها,(الآية رقم 190) التي تقول:
{وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم..} إذن ضمير الغائب(هم) في الآية191 يرجع إلى المفعول في الآية 190, وفقا للقاعدة النحوية التي تؤكد أن كل ضمير يرجع إلى أقرب اسم ظاهر ورد قبله, ولا يمكن بحال أن يقصد بأي ضمير يذكر في نص, آخر غير مذكور قبله, وفق هوى يهواه الإنسان.
وإذا مضينا في ملاحظة سياق الآية 190 نرى أن تتمة الآية نفسها تقول: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه, فإن قاتلوكم فاقتلوهم}, وهذا المقطع في حد ذاته دليل على أن الأمر في (اقتلوهم) الوارد في الآية ليس على إطلاقه أو عمومه.وفي الآية 192ـ أي التي تلي الآية التي نحن بصددها ـ يقيّد الله سبحانه مطلق الأمر بالقتل بشرط انتهاء الكفار عن القتال, فيعقّب الله سبحانه بـفاء التعقيب وإن الشرطية, قائلا: {فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم} وهي إشارة إلى الانتهاء عن مقاتلة المسلمين, سواء بالكف عن القتال أو بإسلامهم الذي يتضمن الكفّ عن قتال المسلمين واستحقاق الغفران والرحمة.
وفي الآية 193 يعلّل الله تعالى إيراد الأمر بالقتال برفع الفتنة قائلاً:{وقاتِلُوهُم حتى لا تكون فتنة,ويكون الدين لله}, ثم يؤكد مرة ثانية أن العدوانَ يُرْفَع عن المشركين إن انْتَهَوا, فيقول: [ فإن انْتَهَوا فلا عدوان إلا على الظالمين ].
هكذا لابد أن نتعامل مع أية آية فيها حُكْم, لا أن نأخذ بكلمةٍ مثل (اقتلوهم) ونهمل ماقبلها وما يليها, رغم ترابطها الوثيق, ورغم أن السياق بعمومه يكمّل الصورة النهائية للحكم المستنبط.
وأخيراً لابد من القول أن الحافظ ابن حجر العسقلاني أشار في فتح الباري بأنه:"قيل: أن هذه الآية ـ أي الآية 190 من البقرة ـ نسخت بآية: {لا يَنْهاكُم الله عَنِ الّذينَ لَمْ يقاتِلُوكُم في الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجوكُم مِنْ ديارِكُمْ أنْ تَبَرّوهُم وَتُقْسِطوا إلَيهم, إنَّ اللهَ يُحِبّ المقْسِطين} ]الممتحنة/9[.. والله أعلم".
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال
هل نمـل سليـمان المـذكور في سـورة النمـل هـو نفسـه النمـل الحـالي ؟
والسؤال الثاني
جاء في تفسير الطبري
للآية 8 من سورة الممتحنة
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ.
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين } مِنْ أَهْل مَكَّة { وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } يَقُول : وَتَعْدِلُوا فِيهِمْ بِإِحْسَانِكُمْ إِلَيْهِمْ , وَبِرّكُمْ بِهِمْ . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الَّذِينَ عُنُوا بِهَذِهِ الْآيَة , فَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَ بِهَا : الَّذِينَ كَانُوا آمَنُوا بِمَكَّة وَلَمْ يُهَاجِرُوا , فَأَذِنَ اللَّه لِلْمُؤْمِنِينَ بِبِرِّهِمْ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 26305 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين } أَنْ تَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ , { تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } ; قَالَ : وَهُمْ الَّذِينَ آمَنُوا بِمَكَّة وَلَمْ يُهَاجِرُوا . وَقَالَ آخَرُونَ : عُنِيَ بِهَا مِنْ غَيْر أَهْل مَكَّة مَنْ لَمْ يُهَاجِر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 36306 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأَنْمَاطِيّ , قَالَ : ثَنَا هَارُون بْن مَعْرُوف , قَالَ : ثَنَا بِشْر بْن السُّرِّيّ , قَالَ : ثَنَا مُصْعَب بْن ثَابِت , عَنْ عَمّه عَامِر بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : نَزَلَتْ فِي أَسْمَاء بِنْت أَبِي بَكْر , وَكَانَتْ لَهَا أُمّ فِي الْجَاهِلِيَّة يُقَال لَهَا قُتَيْلَة اِبْنَة عَبْد الْعُزَّى , فَأَتَتْهَا بِهَدَايَا وَصِنَاب وَأَقِط وَسَمْن , فَقَالَتْ : لَا اِقْبَلْ لَك هَدِيَّة , وَلَا تَدْخُلِي عَلَيَّ حَتَّى يَأْذَن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَنْزَلَ اللَّه { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين } . .. إِلَى قَوْله : { الْمُقْسِطِينَ } . * - قَالَ ثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحَجَّاج , قَالَ : ثَنَا عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك , قَالَ : ثَنَا مُصْعَب بْن ثَابِت , عَنْ عَامِر بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : قَدِمَتْ قُتَيْلَة بِنْت عَبْد الْعُزَّى بْن سَعْد مِنْ بَنِي مَالِك بْن حِسْل عَلَى اِبْنَتهَا أَسْمَاء بِنْت أَبِي بَكْر , فَذَكَرَ نَحْوه . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عُنِيَ بِهَا مِنْ مُشْرِكِي مَكَّة مَنْ لَمْ يُقَاتِل الْمُؤْمِنِينَ , وَلَمْ يُخْرِجُوهُمْ مِنْ دِيَارهمْ ; قَالَ : وَنَسَخَ اللَّه ذَلِكَ بَعْد بِالْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 26307 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : وَسَأَلْته عَنْ قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه } . .. الْآيَة , فَقَالَ : هَذَا قَدْ نُسِخَ , نَسَخَهُ الْقِتَال , أُمِرُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ , وَيُجَاهِدُوهُمْ بِهَا , يَضْرِبُونَهُمْ , وَضَرَبَ اللَّه لَهُمْ أَجَل أَرْبَعَة أَشْهُر , إِمَّا الْمُذَابَحَة , وَإِمَّا الْإِسْلَام . 26308 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه } . .. الْآيَة , قَالَ : نَسَخَتْهَا { اُقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ }.
مامدى صحة هذا التفسير
وهل يعني ذلك بان الايه { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين }
منسوخه وغير صالحه للتطبيق في هذا العصر
اروجوا تفصيل لهذا الموضوع وجزاكم الله خير الجزاء
ألجواب-------
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا بالنسبة للسؤال الاول :
يقول الله سبحانه وتعالى( وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم)
ويقول عز وجل( وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين)
فلا يوجد في التفاسير وأقوال المفسرين وأهل العلم مايدل على انه نمل مختلف عن النمل الموجود حالياً. بل هو والله اعلم من فصائل وانواع النمل ولا عجب في هذا لما ورد في الآيات الكريمات السابقة.
اما بالنسبة للسؤال الثاني:
يجب التفرقة بين الحكم العام والحكم الخاص
فقوله تعالى ( واقتلوا المشركين) عام أريد به الخصوص بمعنى انه عام للمشركين المقاتلين اخرج منه مخصوص وهم المعاهدين لقوله تعالى ( الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا) فهنا المعاهد خرج بالنص الخاص وهو الاستثناء.
وهذا الحكم في المشركين الأصليين اما بالنسبة لمشركي أهل الكتاب يقول الله عز وجل(
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)
فهنا ورد الاستثناء المشروط.
اما في قوله تعالى(:{واقْتُلُوهُم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم, وأخْرِجُوهُم مِنْ حَيْثُ أخْرَجوكم .. }
في هذه الآية لابد أن نعرف في البداية السياق الذي وردت فيه, لمعرفة ما ورد قبلها وبعدها من أحكام. لابد هنا أن يتساءل السامع مثلاً: من الآمر بالقتل؟ ومن المأمور به, المخاطب من قِبَل القرآن (أي لمن ترجع واو الجمع المفعول)؟. ثم من أولئك الذين أمر بقتلهم ، أي إلى من يرجع ضمير الجمع الغائب (هم)؟ ثم لابد من معرفة الآية, هل هي مطلقة دون تقييد؟ أو عامة دون تخصيص؟ أو مجملة دون تفصيل؟ ثم هل هي ناسخة لآيات أخرى, وما هي تلك الآيات؟ أو هي منسوخة في حد ذاتها؟
بديهي أن الآمر هو الله سبحانه, والمخاطبين هم صحابة رسول الله في عهد النبوة (تحديدا في عام الحديبية). أما ضمير (هم) ـ أي المأمورين بقتلهم ـ فيرجع إلى الكفار المشركين الذين قاتلوا المؤمنين، بصدد تفسيرها وبادئوهم, والدليل على هذا أن الآية التي نحن بصدد تفسيرها معطوفة بواو العطف على الآية التي قبلها,(الآية رقم 190) التي تقول:
{وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم..} إذن ضمير الغائب(هم) في الآية191 يرجع إلى المفعول في الآية 190, وفقا للقاعدة النحوية التي تؤكد أن كل ضمير يرجع إلى أقرب اسم ظاهر ورد قبله, ولا يمكن بحال أن يقصد بأي ضمير يذكر في نص, آخر غير مذكور قبله, وفق هوى يهواه الإنسان.
وإذا مضينا في ملاحظة سياق الآية 190 نرى أن تتمة الآية نفسها تقول: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه, فإن قاتلوكم فاقتلوهم}, وهذا المقطع في حد ذاته دليل على أن الأمر في (اقتلوهم) الوارد في الآية ليس على إطلاقه أو عمومه.وفي الآية 192ـ أي التي تلي الآية التي نحن بصددها ـ يقيّد الله سبحانه مطلق الأمر بالقتل بشرط انتهاء الكفار عن القتال, فيعقّب الله سبحانه بـفاء التعقيب وإن الشرطية, قائلا: {فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم} وهي إشارة إلى الانتهاء عن مقاتلة المسلمين, سواء بالكف عن القتال أو بإسلامهم الذي يتضمن الكفّ عن قتال المسلمين واستحقاق الغفران والرحمة.
وفي الآية 193 يعلّل الله تعالى إيراد الأمر بالقتال برفع الفتنة قائلاً:{وقاتِلُوهُم حتى لا تكون فتنة,ويكون الدين لله}, ثم يؤكد مرة ثانية أن العدوانَ يُرْفَع عن المشركين إن انْتَهَوا, فيقول: [ فإن انْتَهَوا فلا عدوان إلا على الظالمين ].
هكذا لابد أن نتعامل مع أية آية فيها حُكْم, لا أن نأخذ بكلمةٍ مثل (اقتلوهم) ونهمل ماقبلها وما يليها, رغم ترابطها الوثيق, ورغم أن السياق بعمومه يكمّل الصورة النهائية للحكم المستنبط.
وأخيراً لابد من القول أن الحافظ ابن حجر العسقلاني أشار في فتح الباري بأنه:"قيل: أن هذه الآية ـ أي الآية 190 من البقرة ـ نسخت بآية: {لا يَنْهاكُم الله عَنِ الّذينَ لَمْ يقاتِلُوكُم في الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجوكُم مِنْ ديارِكُمْ أنْ تَبَرّوهُم وَتُقْسِطوا إلَيهم, إنَّ اللهَ يُحِبّ المقْسِطين} ]الممتحنة/9[.. والله أعلم".
