[b]
قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ
________________________________________
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف:"قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ",والسؤال هنا هل الله أغوى إبليس,وكيف يحصل هذا؟
الجواب
ورد فى التفاسير تأويلات كثيرة لمعنى الإغواء ما يعنى أن الأمر محل نقاش وغير مجمع عليه
فهذا ابو حيان قال
ومعنى ) أَغْوَيْتَنِى ( أضللتني قاله ابن عباس والأكثرون أو لعنتني قاله الحسن أو أهلكتني قاله ابن الأنباري ، أو خيبتني قاله بعضهم ، وقيل : أليقيتني غاوياً ، وقيل : سميتني غاوياً لتكبّري عن السجود لمن أنا خير منه ، وقيل : جعلتني في الغيّ وهو العذاب ، وقيل : قضيت على من الأفعال الذّميمة ، وقيل : أدخلت على داء الكبر
والألوسى
ولا مانع عند أهل السنة أن يراد بالإغواء هنا خلق الغي بمعنى الضلال أي بما أضللتني وهو المروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ونسبة الإغواء بهذا المعنى إلى الله عز وجل مما يقتضيه عموم قوله سبحانه:
{ خَـٰلِقُ كُلّ شَىْء }
[الأنعام: 102] والمعتزلة يأبون نسبة مثل ذلك إليه سبحانه وقالوا في هذا تارة: إنه قول الشيطان فليس بحجة، وأولوه أخرى بأن الإغواء النسبة إلى الغي كأكفره إذا نسبه إلى الكفر أو إنه بمعنى إحداث سبب الغي وإيقاعه وهو الأمر بالسجود. وقال بعضهم: إن الغي هنا بمعنى الخيبة أي بما خيبته من رحمتك أو الهلاك أي بما أهلكته بلعنك إياه وطردك له، والذي دعاهم إلى هذا كله عدم قولهم بأن الله تعالى خالق كل شيء وأنه سبحان لا خالق غيره ولم يكفهم ذلك حتى طعنوا بأهل السنة القائلين بذلك. وما الظن بطائفة ترضى لنفسها من خفايا الشرك بما لم يسبق به إبليس عليه اللعنة نعوذ بالله سبحانه وتعالى من التعرض لسخطه. نعم الإغواء بمعنى الترغيب بما فيه الغواية والأمر به كما هو مراد اللعين من قوله:
{ لأُغْوِيَنَّهُمْ }
[صۤ: 82] مما لا يجوز من الله تعالى شأنه كما لا يخفى،
الشعراوى
إذن فقول الشيطان: { فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي } إنما يريد به الشيطان: أن يدخل بمعصيته على الله، ونقول له: لا، إن ربنا لم يغو؛ لأن الحق سبحانه وتعالى لا يغوي وإنما يهدي؛ لأن الله لو خلقه مرغماً مقهوراً ما أعطاه فرصة أن يختار كذا أو يختار كذا؛ فقد خلقه على هيئة " افعل " و " لا تفعل " ، واختار هو ألاّ يفعل إلا المعصية.
ثم أقول
القول أن الغوى هو الهلاك لا دليل له وآية مريم ...فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً } لاتقول هذا بل تدل على أنه دون الهلاك ؛ويلقون الغى على التتابع مع كل اضاعة للصلاة أو اتباع لشهوات ؛ و مازالت لهم فرصة للتوبة أي لم يهلكوا
لقد ابتلى الله ابليس فتنة ؛ فسقط فى الفتنة وغوي حتى أبلس
فلو تاب بعد الغواية كما تاب آدم ....؛ ولكنه تكبر على التوبة أيضا
وهو يدعى أن الله أغواه
فهل الابتلاء فتنةً اغواء ؟"..... َنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً...." الأنبياء35
{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا.." لقد نسبوا الغوي لأنفسهم هم غووا وأغووا غيرهم ؛ولكن اللعين غوى ولكنه أصر مستكبرا وادعى أن الله أغواه [/b]
قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ
________________________________________
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف:"قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ",والسؤال هنا هل الله أغوى إبليس,وكيف يحصل هذا؟
الجواب
ورد فى التفاسير تأويلات كثيرة لمعنى الإغواء ما يعنى أن الأمر محل نقاش وغير مجمع عليه
فهذا ابو حيان قال
ومعنى ) أَغْوَيْتَنِى ( أضللتني قاله ابن عباس والأكثرون أو لعنتني قاله الحسن أو أهلكتني قاله ابن الأنباري ، أو خيبتني قاله بعضهم ، وقيل : أليقيتني غاوياً ، وقيل : سميتني غاوياً لتكبّري عن السجود لمن أنا خير منه ، وقيل : جعلتني في الغيّ وهو العذاب ، وقيل : قضيت على من الأفعال الذّميمة ، وقيل : أدخلت على داء الكبر
والألوسى
ولا مانع عند أهل السنة أن يراد بالإغواء هنا خلق الغي بمعنى الضلال أي بما أضللتني وهو المروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ونسبة الإغواء بهذا المعنى إلى الله عز وجل مما يقتضيه عموم قوله سبحانه:
{ خَـٰلِقُ كُلّ شَىْء }
[الأنعام: 102] والمعتزلة يأبون نسبة مثل ذلك إليه سبحانه وقالوا في هذا تارة: إنه قول الشيطان فليس بحجة، وأولوه أخرى بأن الإغواء النسبة إلى الغي كأكفره إذا نسبه إلى الكفر أو إنه بمعنى إحداث سبب الغي وإيقاعه وهو الأمر بالسجود. وقال بعضهم: إن الغي هنا بمعنى الخيبة أي بما خيبته من رحمتك أو الهلاك أي بما أهلكته بلعنك إياه وطردك له، والذي دعاهم إلى هذا كله عدم قولهم بأن الله تعالى خالق كل شيء وأنه سبحان لا خالق غيره ولم يكفهم ذلك حتى طعنوا بأهل السنة القائلين بذلك. وما الظن بطائفة ترضى لنفسها من خفايا الشرك بما لم يسبق به إبليس عليه اللعنة نعوذ بالله سبحانه وتعالى من التعرض لسخطه. نعم الإغواء بمعنى الترغيب بما فيه الغواية والأمر به كما هو مراد اللعين من قوله:
{ لأُغْوِيَنَّهُمْ }
[صۤ: 82] مما لا يجوز من الله تعالى شأنه كما لا يخفى،
الشعراوى
إذن فقول الشيطان: { فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي } إنما يريد به الشيطان: أن يدخل بمعصيته على الله، ونقول له: لا، إن ربنا لم يغو؛ لأن الحق سبحانه وتعالى لا يغوي وإنما يهدي؛ لأن الله لو خلقه مرغماً مقهوراً ما أعطاه فرصة أن يختار كذا أو يختار كذا؛ فقد خلقه على هيئة " افعل " و " لا تفعل " ، واختار هو ألاّ يفعل إلا المعصية.
ثم أقول
القول أن الغوى هو الهلاك لا دليل له وآية مريم ...فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً } لاتقول هذا بل تدل على أنه دون الهلاك ؛ويلقون الغى على التتابع مع كل اضاعة للصلاة أو اتباع لشهوات ؛ و مازالت لهم فرصة للتوبة أي لم يهلكوا
لقد ابتلى الله ابليس فتنة ؛ فسقط فى الفتنة وغوي حتى أبلس
فلو تاب بعد الغواية كما تاب آدم ....؛ ولكنه تكبر على التوبة أيضا
وهو يدعى أن الله أغواه
فهل الابتلاء فتنةً اغواء ؟"..... َنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً...." الأنبياء35
{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا.." لقد نسبوا الغوي لأنفسهم هم غووا وأغووا غيرهم ؛ولكن اللعين غوى ولكنه أصر مستكبرا وادعى أن الله أغواه [/b]